تشكل أزمات المناخ والبيئة أحد أكبر التحديات التي تواجه البشرية اليوم، فبينما تخلف تداعياتها على مستوى العالم، إلاَّ أن المجتمعات الأشد فقرًا وتهميشًا –التي تمتلك أقل قدرة على التكيف– هي الأكثر تضررًا على نحو غير متناسب مقارنة مع المجتمعات الأخرى حيث تتقاطع هذه الأزمات مع النزاعات المسلحة، النزوح، وضعف الحوكمة، والفقر، وعدم المساواة الهيكلية، مما يساهم في زيادة مواطن الضعف وتهديد الأرواح وسبل العيش
لقد تم إطلاق ميثاق المناخ والبيئة في مايو 2021 لتقديم إطار عمل وتحديد الالتزامات لتوجيه جهود القطاع الإنساني للتعامل مع هذه الأزمات. كما يرسل الميثاق رسالة واضحة حول الدور المحوري والمهم للمنظمات الإنسانية في التعامل مع هذه الأزمات، ويؤكد على المسؤولية التي تقع على عاتقنا من أجل مساعدة المجتمعات على التكيف مع الواقع المتغير للمناخ والبيئة، وتحسين استدامة عملياتنا
ينبثق الميثاق من الإقرار بضرورة العمل الجماعي في القطاع الإنساني، وتحمل مسؤولية الاستجابة للتبعات الإنسانية الناجمة عن هذه الأزمات والحد من الأثر البيئي لجهودنا المبذولة. وعلى غرار مدونة قواعد السلوك، يعكس الميثاق التزام القطاع بأداء دوره، والعمل الجماعي، وضمان أن تساهم أفعالنا في الحد من تأثير الأزمات، وإقناع الآخرين بأن يحذوا حذونا.
ومنذ إطلاقه، أصبح الميثاق نقطة حشد للمنظمات الملتزمة بمواجهة أزمات المناخ والبيئة بطريقة جماعية ومنسقة
يعتبر الميثاق ثمرة عملية تشاورية وشاملة، حيث قادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC) والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC) عملية تطوير الميثاق بتوجيهٍ من لجنة استشارية مكونة من 19 شخص، من بينهم ممثلين عن منظمات غير حكومية محلية ووطنية ودولية، ووكالات الأمم المتحدة، والجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، بالإضافة إلى عدد من الأكاديميين والباحثين والخبراء في مجالات العمل الإنساني والتنمية والمناخ والبيئة. تمثل هذه اللجنة عددًا من الشبكات الإنسانية المهمة وترتبط بها، مثل المجلس الدولي للوكالات التطوعية (إكفا)، والتحالف من أجل تمكين الشراكة، ومنظمة إنترأكشن (InterAction)، وشبكة البيئة والعمل الإنساني، واللجنة التوجيهية للاستجابة الإنسانية، والفريق العامل الفرعي المعني بتغير المناخ التابع للجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات
تضمن هذا الجهد التعاوني مساهمات من أكثر من 150 منظمة وأكثر من 200 شخص تم الحصول عليها من خلال مشاورات، ومناقشات ثنائية، واجتماعات عقدت عبر الإنترنت، وجلستين مفتوحتين لتقديم التغذية الراجعة، واستبيان عبر الإنترنت. وقد أفرزت هذه العملية وثيقة تمثل وجهات نظر وخبرات متنوعة من المجتمع الإنساني على نحو يضمن ملاءمتها وقابليتها للتطبيق في مختلف السياقات
يمكنك تحميل وثيقة التغذية الراجعة من هنا
خلال مؤتمر الأطراف (COP28) الذي عُقِد في دبي في شهر ديسمبر 2023، تم الإعلان عن إنشاء الأمانة العامة لميثاق المناخ والبيئة للمنظمات الإنسانية، حيث تم إطلاق الأمانة العامة في مايو 2024، لتكرس جهودها من أجل دعم المنظمات في تنفيذ التزامات الميثاق عبر وظائفها الأساسية الأربعة
تلعب الأمانة العامة دورًا مهمًا في تحفيز العمل وتمكين المنظمات من تحقيق تقدم ملموس نحو أهداف الميثاق. اقرأ المزيد عن وظائف الأمانة وهيكل الحوكمة وخطة العمل الخاصة بها من خلال صفحة الأمانة
يمثل ميثاق المناخ والبيئة التزامًا جماعيًا لمواجهة أزمات المناخ والبيئة باعتبارها ضرورة إنسانية مُلحّة. فمن خلال العمل معًا، يمكننا تعزيز جهودنا، وتمكين المجتمعات المتضررة، وضمان أن يسهم العمل الإنساني في تشكيل مستقبل أكثر استدامة وإنصافًا
للاطلاع على أحدث المستجدات والتطورات في القطاع، وفرص التعاون، والأدوات والموارد الجديدة للعمل، بالإضافة إلى الفعاليات القادمة، يمكنك التسجيل في قائمة نشرة أخبار أمانة الميثاق أو الاطلاع على الفعاليات المقبلة